كراكيز الإعاقة الكروي

فكيف يعقل أن ينهزم من يتلقوا أعلى الرواتب الشهرية و منح المباريات بالدوري المغربي، أمام فريق لا يتجاوز سقف أجور لاعبه أضعف الأجور التي يتوصل بها أسبوعيا و شهريا معاقو الوداد الرياضي..

فما قدمه المعاقين كرويا بعد زوال اليوم أمام اتحاد الخميسات، يندى له الجبين و يدخل ضمن خانة العار و الإهانة التي أذاقونا مرارتها حد البكاء على فريق يلعب له أشباه و أنصاف و أرباع اللاعبين و ما شئتم من الأوصاف..

بالأمس كنا نظن أن سبب ضعف المردود و تراجع الأداء و سوء النتائج راجع بالأساس إلى المدرب المقال حديثا، حتى و إن كنا و مند بداية الموسم الكروي ندق ناقوس الخطر على أن القادم سيكون سوداويا، فاعتبرتنا فئة سامحها الله على أننا نحاول التأثير سلبيا على أوضاع الفريق المستقرة، و لا نهدف سوى لخلق البلبلة، ليظهر أخيرا للجميع أننا كنا على صواب، و أن تمديد إقامة مدافع شاخ مثل هشام اللويسي ليس هو عين الصواب، خاصة لما اختار الاحتراف الانفرادي، كما أن عدم معاقبة زعماء النقابة المهددة باستمرار باللجوء لخيار الإضراب هو جبن و ضعف من المكتب المسير، و أن المال لوحده لا يصنع فريق الأحلام، و أن هناك فرقا شاسعا بين الواقعية في التسيير الرياضي و العشوائية في التدبير الرياضي.

الآن و بعد رحيل المدرب البلغاري ماركوف، تأكدنا على أنه ليس السبب الرئيسي في كل المصائب، بل كراكيز الإعاقة الكروية هم من يتحملون المسؤولية في بداية اللقاءات و منتهاها، ليأتي بعدهم المكتب المسير الذي صرف ما يقارب المليار على شيوخ العجز الكروي و أساتذة التواضع و مدراء الرداءة بامتياز، ليكون الخاسر الوحيد هو الجمهور الودادي العريض و تاريخ قلعة الأمجاد و الكؤوس، التي سيفقدها كراكيز الإعاقة الكروية سمعتها و قيمتها الحقيقيتين.

فبالله عليكم هل يستحق هؤلاء المعاقين كرويا التضحية من قبل الجمهور الودادي الذي رحل معهم حتى مدينة العيون تاركا دراسته و عمله من أجل تشجيع من لا يتوفرون في قاموسهم على خصال اللعب الرجولي و التفاني في الدفاع عن القميص الأحمر.

فعندما نتابع لقاءات الوداد الرياضي و هي تضم لاعبا في الجهة اليسرى اسمه خالد السقاط، نعلم أن وداد الأمة في خطر، و أن هذا اللاعب يمتاز بالحظ السعيد لأنه يلعب لفريق كبير، لا نظن أن فريقا من قسم الهواة لدوري بروندي أو الجيبوتي، و نعترف لكم أيضا أننا جبناء لأننا لم نستطيع أن نعرف كيف يلعب هذا اللاعب، و هل فعلا هو حاضر أم غائب خلال كل المباريات التي خاضها الفريق مند بداية الموسم الكروي الحالي.

و لما ننتقل لجهة الوسط الدفاعي، نجد و الحق يقال صعوبة في استيعاب الدواعي و الدوافع التي تدفع جميع المدربين الذين تعاقبوا على تدريب الحمراء، على السماح لثنائي التواضع على نهج أسلوب التسلل، علما أن هشام اللويسي و عصام عدوة مصابين بداء البطء و عدم إتقان هذا السلاح ذو الحدين.

و في ما يخص لاعبا مثل محمد مديحي، و الذي يحمل شارة العمادة للأسف الشديد، فسنعيد تكرار أسطوانة أن هذا اللاعب لا يلعب سوى باسمه و ما قدمه ذات مواسمه الأولى رفقة الوداد الرياضي، و بما أنه يعرف الدار جيدا، و ما يمثله من ضغط على المجموعة الودادية، فإنه يلعب رسميا للأسف الشديد.

في الختام سنقول و المرارة تملأ قلبونا و عقولنا، أنه إن كان الانتصار في الماضي هو القاعدة و الهزيمة استثناء ظروف اللقاءات، فإن الأمور انقلبت و أضحى الانتصار عملة نادرة مع كراكيز الإعاقة الكروية، و الهزيمة عنوان القاعدة، و نغتنم هذه المناسبة لنوجه نداءا للاعب مثل خالد السقاط، بأن يعلن هو الآخر رحيله عن الفريق الأحمر، كما فعل يوم الخميس الماضي زميله مراد فلاح، الذي ندعوه لأن يتشبث بقراره بكل رجولة، حتى نستريح من أوجاعه المستديمة...

نعم اخي الكريم